الطريق إلى التفقه
بسم الله الرحمن الرحيم
الطريق إلى التفقه
30/6/1441
س: كيف يقرأ الطالب في كتب الفقه ؟ وما أحسن الطرق للتفقه ؟هل يقرأ المتون وشروحها ؟ أم يقرأ في المطولات كالمغني مثلا ؟
ج: القراءة في كتب الفقه كغيره من علوم الشريعة لا تخضع لقانون دقيق لا يجوز تجاوزه لكنها تعتمد على تجارب العلماء وطلاب العلم والمشتغلين به ، وعلم الفقه أو الحلال والحرام علم واسع لكثرة مسائله وتعدد نوازله ، لذا يحتاج الطالب إلى أقرب الطرق التي تعينه على الإلمام به وضبطه وتصوره .
وفي رأيي أن من أحسن الطرق للقراءة في الفقه أن يتخذ الطالب متنا يتفقه من خلاله كالزاد أو الدليل، وأُرجح الدليل لترتيبه وسهوله عبارته وكثرة شروحه ، وبعضهم يرجح الزاد لكثرة مسائله ولأنه المعتمد في الكليات الشرعية .
ويختار الطالب طبعة جيدة للمتن الذي حدّده حتى يعتمد عليها في التعليق والكتابة والدراسة .
ويقرأ الطالب المتن على الشيخ ويسمع ويقرأ شروحا أخرى ويدوّن ما يجده من الفوائد والترجيحات والضوابط والقيود والأدلة والتعليلات على نسخته .
ولا يتجاوز الباب وينتقل إلى غيره حتى يدرك مسائله ويضبطها ضبطا تاما ، ويعتني عند دراسة المسائل بأمور : رأس المسألة ، تصورها ، الحكم ، الدليل أو التعليل .
ولا يصح أن يقتصر الطالب على الشروح المعاصرة أو القديمة بل يحسن الإفادة منهما جميعا .
وأرى أهمية أن تقرأ في الشرح الممتع لابن عثيمين، لأنه يتميز بتصوير المسائل وبيان الفروق والسبر والتقسيم والاستدراك والاستنباط مما ينمي الملكة الفقهية عند الطالب .
ويحسن بك أيضا أن تُطالع الكتب المؤلفة في معرفة المذهب الحنبلي وكتبه واصطلاحاته ومن أشهر ذلك : المدخل لابن بدران ، والمدخل المفصل للشيخ بكر أبو زيد ، وقبل أن يقرأ فيهما فليطلع على مقالات مختصرة في ذلك لتكون مقدمة وتمهيدا للقراءة في هذه الكتب .
ومن الأمور المهمة في هذا الجانب أن يحرص الطالب أن يطبق القواعد الفقهية والأصولية في دراسته للفقه .
ولا يغيب عنك أن تعرف درجات كتب الفقه وشروحها وطريقة التأليف فيها ومميزاتها، كمختصر الخرقي وشروحه، والمقنع وشروحه ، والزاد والدليل وشروحهما ،وتعرف العمدة وشروحه وتعرف أيضا كتاب الإقناع والمنتهى وشروحهما .
ولا يهمل الطالب اختيارات العلماء المحققين الفقهية كابن رجب وابن تيمية وابن القيم
وابن باز وابن عثيمين ومآخذ الاختيار والترجيح حتى تكون عنده دُربة على الترجيح والمناقشة .
ومن المراجع التي يحسن بالطالب الرجوع إليها قرارات المجامع الفقهية وبحوثها فإنها تشتمل على جمع وتحرير لا يجده الطالب في أماكن أخرى خاصة في النوازل.
وفقك الله وأعانك .