الفتور في العلم
وكيفية التخلص منه
س : اجتهدت مدةَ في طلب العلم ثم أصابني الفتور على أنه لا تزال عندي الرغبة في طلب العلم .. فما نصيحتكم ؟
إذا أصاب طالب العلم الفتور والكسل فعليه أن يستحضر جملة من الأمور لتنبعث همته وينشط في الطلب ، وهذه الأمور هي :
1-استحضر فضل العلم وشرفه :
إذا تذكر طالب العلم فضل العلم وشرفه ، وأنه طريق الجنة ، (من سلم طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا الى الجنة).أخرجه مسلم .
وميراث النبوة (العلماء ورثة الأنبياء). رواه الترمذي .
وسبب للرفعة في الدنيا والآخرة (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات). حمله ذلك على طلبه والحرص عليه .
واعلم أن معيار معرفة حب الله للعبد وإرادة الخير به أن يوفقه للعلم ويعينه عليه :(من يرد الله به خيرا يفقه في الدين).
2-تذكر أن الشيطان يصرف العبد عن العلم :
يسعي الشيطان جهده لصرف المؤمن عن طلب العلم ، لأن العلم من أعلى المراتب وأسنى المطالب، رُوي في الحديث :(فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد).
وما يُسرّ الشيطان بمثل جاهل ، ولا يسوئه مثل العالم ، لان الجهل سبب للشرك والبدعة والمعصية، والعلم ينفي ذلك كله.
3- أكثر من سؤال الله تعالى ودعاؤه :
يجتهد المؤمن في دعاء الله وسؤاله والإلحاح عليه أن يشرح صدره للعلم ويعينه عليه ، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في أذكار الصباح :(اللهم أسألك علما نافعا).أخرجه أحمد .
4-جاهد نفسك واحملها على العلم :
تميل النفس بطبيعتها الى الكسل والراحة والدّعة والسكون ، ولذا لا بد من مجاهدة النفس ومناكفة الهوى ، (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
5-صاحب أهل الجد واترك اهل البطالة :
طريق العلم لزوم الصحبة الجادة عالية الهمة، الحريصة على مصالحها، المحافظة على أوقاتها، وهذا يحتاج إلى صبر :(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا).
واحذر مصاحبة أهل البطالة المضيعين لأوقاتهم المنصرفين عن مصالحهم فإنهم وباء مُعدٍ ومرض مُفنٍ .
6-انظر في سير الأئمة وأهل الهمة :
إذا فترت عن العلم وضعفت عن تحصيله فطالع سير الأئمة السابقين واللاحقين فإنها ترتقي بك في درجات العلم والجد والتحصيل ، وتبعث فيك الهمة نحو معالي الأمور ، دونك سيرة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ، وانظر في سيرة ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين وغيرهم سترى فيها ما يقوي العزائم ويبعث الهمم .
7- خلّ الذنوب والمعاصي :
الذنب قيد يحبسك عن العلم ، ويحول بينك وبينه ، فالعلم نور الله ووحيه وكلامه ، ولن يُؤتيه سبحانه إلا أهل طاعته ومرضاته ، فتفقد نفسك وطهرها من الذنوب ، وتعاهدها بالتوبة والإنابة حتى تكون حقيقا به .
8-لا تستوحش من قلة السالكين :
أكثر الخلق منصرف عن طاعة الله محروم من فضله (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله). (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين). (وإن كثيرا من الناس ليضلون بأهوائهم بغير علم).
واعلم أن سلوك طريق العلم وتحصيله اصطفاء واختيار من الله لمن أراد به خيرا ، فلا تضيق إذا كنت وحدك في الطريق فإنك على الصراط المستقيم .
أسأل الله أن يوفقني وإياك لكل خير .
