المقالات

اهتمام الإسلام بصحة الإنسان

بسم الله الرحمن الرحيم

اهتمام الإسلام

بصحة الإنسان

2/8/1441

اهتمت الشريعة الإسلامية بصحة الإنسان اهتماما كبيرا مما يدل على كمالها وشمولها ورقيّها وصلاحيتها ، وبيان ذلك فيه رد على المشككين في الإسلام والطاعنين في تشريعاته وصلاحيته لكل زمان ومكان.

 ويظهر اهتمام الشريعة الإسلامية بصحة الإنسان من وجوه كثيرة ، أذكر منها ما يلي :

الأول : أن حفظ الصحة مندرج تحت حفظ النفس الذي جاءت الشريعة بالتوكيد عليه وبيان أهميته ووضع التشريعات التي تصونه وتحفظه ، فحرمت الشريعة قتل النفس والاعتداء عليها ، ومنعت من الانتحار ورتبت العقوبات المغلظة على ذلك في الدنيا والآخرة.

الثاني : ما جاء في القرآن والسنة من أصول حفظ الصحة العامة للإنسان ، كما في قوله تعالى:(وكلوا واشربوا ولا تسرفوا).  

قال علي بن أبي طالب : جمع الله الطب كله في نصف آية .

وفي قوله في الحديث:(ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلا فثلث لشرابه وثلث لطعامه وثلث لنفسه).رواه الترمذي.

قال بعض أهل العلم تعليقا على هذا الحديث : لو سمع بقراط -أحد الفلاسفة-هذه القسمة لعجب من هذه الحكمة .

الثالث : جاءت تشريعات في الإسلام تتجه نحو حفظ صحة الإنسان كالوضوء والغسل وسنن الفطرة ، فإن هذه التشريعات وإن كان مقصودها الأولي التعبد لله تعالى ، إلا أن من حكمها الظاهرة تحصيل نظافة البدن ، الذي هو العاصم الحسي من المرض والاعتلال .

الرابع : حرّم الله تعالى على عباده كل ضار خبيث ، قال تعالى :(ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث).

الخامس : اشتملت السنة النبوية المطهرة على أحاديث كثيرة وهي على نوعين ، إما أن تكون لحفظ الصحة أصلا ، أو معالجتها بعد المرض .

وقد بوب البخاري وأبو داود والترمذي في دواوينهم كتبا في الطب أوردوا فيها الأحاديث الواردة في ذلك .

السادس : ترجم علماء الإسلام اهتمام الشرع بصحة الإنسان بتأليف كتب في الطب، وهي ما بين مطبوع ومخطوط، ، ومن أشهرها كتاب الطب النبوي للضياء المقدسي والذهبي وابن القيم وغيرهم  .

السابع : لم يفت فقهاء الإسلام الكلام عما يتعلق بصحة الإنسان، فتكلموا عن التداوي في أول كتاب الجنائز ، والأخطاء الطبية في كتاب الإجارة مثلا .

الثامن : وضع الإسلام القواعد الاحترازية لحظ الصحة ، كالنهي عن مخالطة المريض للصحيح في قوله صلى الله عليه وسلم:(لا يورِد مُمرِض على مُصِح).رواه البخاري ومسلم .

والنهي عن الدخول إلى أرض الطاعون أو الخروج منها في قوله عليه الصلاة والسلام:(إذا سمعتم به أي الطاعون بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها  فلا تخرجوا فرارا منه).رواه البخاري ومسلم .

هذه بعض الجوانب التي تبين اهتمام الإسلام بصحة الإنسان ، مما يرد على المشككين في الإسلام والطاعنين فيه .

وبالله التوفيق .

Print Friendly, PDF & Email

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى