المقالات

العيد في زمن كورونا

بسم الله الرحمن الرحيم

العيد

في زمن كورونا

23/9/1441

يمر عيد الفطر على الناس هذه السنة 1441هـ في ظل ظروف تحول دون أداء صلاة العيد والتزاور وغير ذلك مما هو مشروع في العيد، فيظن بعض الناس أن العيد هذه السنة سيكون خاليا من معناه الشرعي ومقاصده الدينية، وهذا ظن خاطئ ، إذ إن العبادات لا تزال مشروعة في زمن كورونا.

وهذه لفتات مهمة تُنبه على معاني وعبادات مشروعة في زمن كورونا كما هي مشروعة في الأحوال الاعتيادية .

1-يُشرع للمؤمن في ختام هذه الشهر أن يفرح بتوفيق الله له للصيام والقيام والإعانة عليه، قال تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون).

وفي الحديث :(للصائم فرحتان : فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه).رواه مسلم .

2-يستحب للرجال والنساء والصغار والكبار أن يكبروا في بيوتهم فيختام شهر رمضان، كما أمر الله بذلك بقوله:(ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم).

جاء عن ابن عباس وجملة من التابعين رضي الله عنهم وهو قول جمهور المفسرين أن المراد بالآية: التكبير من ليلة العيد إلى حضور صلاة العيد .

ويبدأ التكبير بغروب شمس ليلة العيد وينتهي بحضور وقت صلاة العيد ، وصفة التكبير أن يقول : الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد ، وإن شاء كبّر بأي صيغة أخرى .

3-يجب أن يعلم المؤمن أن العيد عبادة شرعية وليست مناسبة اجتماعية، قال تعالى :(لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه).

قال ابن عباس : منسكا : عيدا.

وعيد الفطر مشروع بأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، عن أنس رضي الله عنه قال: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : ما هذان اليومان؟ قالوا : كنا نلعب فيها في الجاهلية، فقال قد أبدلكم الله خيرا منهما : يوم الأضحى ويوم الفطر).رواه أبوداود والنسائي .

وإن حالت الظروف الحالية دون أداء صلاة العيد جماعة كما هو معتاد ، فإن صلاة العيد باقية على المشروعية فيصليها الإنسان ركعتين في بيته مع زوجه وأولاده ، وهو مخيّر بين أن يصليها على صفتها بست تكبيرات في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام ، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية من غير تكبيرة الانتقال ، وبين أن يصليها ركعتين من غير هذه التكبيرات الزوائد .

4-التهنئة بالعيد والتواصل مع الأقارب والمعارف مشروع في العيد ،وهو ممكن ومتيسر في ظل هذه الظروف عن طريق وسائل الاتصال الحديثة .

جاء عن جبير بن نُفير قال : (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنك) .

5-لا ينبغي أن تنسينا الظروف الحالية التوسعة على الأهل والأولاد في العيد وإدخال السرور عليهم بأنواع المشروع والمباح .

وأنت ترى من خلال ما عرضت لك أنه يمكن للمؤمن الموفق أن يقوم في العيد بهذه العبادات المشروعة في ظل هذه الظروف، وأن الظروف الحالية لا تمنع من ذلك .

بل إن أسرار العيد ومقاصده وهي تعظيم الله وتوحيده ، وتكبيره وتمجيده ، والإخلاص له وقصده في العمل والنية ،واستحضار آلائه واستشعار أفضاله، والثناء عليه وحمده ، هي أعمال تقوم بالقلب ، ليس لها علاقة باجتماع الناس أو تفرقهم .

لذا فالمؤمن يحرص على تحقيق هذه الأسرار والمقاصد وإن حالت الظروف الحالية دون الاجتماع في العيد .

والحمد لله رب العالمين ،،،

Print Friendly, PDF & Email

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى