أثر السلف في علم التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم
أثر السلف
في علم التفسير
1441/1/1
يتبين أثر السلف في علم التفسير وتأصيله وتقريره والتصنيف فيه إذا نظر الباحث إلى جملة من الأمور التي تبرز تلك الجهود وتبينها بجلاء ، وهي :
1-كان السلف من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أول من اشتغل بالتفسير وبيان معاني القرآن الكريم ، والتفسير بالمأثور قائم على ما روي عن السلف رحمهم الله في تفسير القرآن الكريم ، وستجد هذا واضحا في كتب التفسير التي عُنيت بنقل أقوال السلف رحمهم الله كتفسير ابن أبي حاتم(ت:327) وتفسير السيوطي(ت:911) الدر المنثور في التفسير بالمأثور.
2-أن السلف رحمهم الله من أوائل من صنف في علم التفسير كعبدالرزاق الصنعاني (ت:211) وعبد بن حميد (ت:249)وابن قتيبة (ت:276) وابن جرير الطبري(ت:310) وابن المنذر (ت:319)وغيرهم .
3-أن مصنفات السلف رحمهم الله عمدة في التفسير ومن بعدهم عيال عليهم ، وهذا واضح في تفسير الطبري(ت:310) فإن الناظر فيه سيجد أنه اجتمع في هذا التفسير ما تفرق في غيره من إيراد أقوال السلف بالإسناد، وذكر وجوه القراءات ، والعناية باللغة والإعراب ، والترجيح بين الأقوال .
4-أن أئمة السنة والحديث كالبخاري(ت:256) والترمذي(ت:279) بوبوا كتبا في التفسير في مدوناتهم نقلوا فيه تفاسير النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه للقرآن الكريم .
4-أن تفاسير السلف تميزت بالتحقيق والتحرير والترجيح ، وهذا ظاهر في تفسير الطبري(ت:310) وابن تيمية(ت:728) وابن القيم(ت:752). وجمال الدين القاسمي (ت:1332) والسعدي(ت:1371) والشنقيطي(ت:1393) وابن عثيمين(ت:1421).
وعلى هذا فالسلف رحمهم الله لهم أثر واضح وجلي في علم التفسير تأصيلا وتقعيدا وتصنيفا وتحقيقا .
ولهذا فالقول بأن علم التفسير قام على أئمة المتكلمين قول يفتقد للدقة ويجانب الإنصاف، لأن تفاسير الصحابة والتابعين رضي الله عنهم كانت قبل ظهور المدارس الكلامية .
كما أن التصنيف والتأليف في التفسير ظهر قبل ظهور أشهر المدارس الكلامية كالأشاعرة والماتريدية فإن الأشعري توفي في أوائل المائة الثالثة(ت:324) والماتريدي مثله(ت:333) . وأئمة المتكلمين إنما كتبوا في التفسير بعد ذلك .
ولو أن طلاب العقيدة أو التفسير أخذوا بجانب مما ذكرته في ثنايا هذا المقال فسيجدون موضوعات ثريّا يستحق البحث والدراسة .
******